وفي إمتاع الأسماع للمقريزي: أن عبد الله بن رواحة قال لرسول الله ( ﷺ ) يا رسول الله إني أشير عليك - ورسول الله أعظم وأعلم من أن يشار عليه - إن الله أجل وأعظم من أن ينشد وعده ! فقال رسول الله ( ﷺ ) " يا ابن رواحة، ألا أنشد الله وعده ؟ إن الله لا يخلف الميعاد ".
قال ابن إسحاق: وقد خفق رسول الله ( ﷺ ) خفقة وهو في العريش، ثم انتبه، فقال:" أبشر يا أبا بكر، أتاك نصر الله. هذا جبريل آخذاً بعنان فرس يقوده، على ثناياه النقع " [ يعني الغبار ].
وقد رمي مهجع مولى عمر بن الخطاب بسهم فقتل، فكان أول قتيل من المسلمين رحمه الله. ثم رمي حارثة بن سراقة أحد بني عدي بن النجار - وهو يشرب من الحوض - بسهم، فأصاب نحره، فقتل رحمه الله.
ثم خرج رسول الله ( ﷺ ) إلى الناس فحرضهم وقال:" والذي نفس محمد بيده، لا يقاتلهم اليوم رجل، فيقتل، صابراً محتسباً مقبلاً غير مدبر، إلا أدخله الله الجنة ". فقال عمير بن الحمام أخو بني سلمة، وفي يده ثمرات يأكلهن: بخ بخ [ كلمة تقال للإعجاب ] أفما بيني وبين أن أدخل الجنة إلا أنيقتلني هؤلاء ؟ ثم قذف التمرات من يده، وأخذ سيفه، فقاتل القوم حتى قتل رحمه الله تعالى.
قال ابن إسحاق: وحدثني عاصم بن عمر بن قتادة، أن عوف بن الحارث - وهو ابن عفراء - قال: يا رسول الله، ما يضحك الرب من عبده ؟ قال:" غمسه يده في العدو حاسراً " فنزع درعاً كانت عليه، فقذفها، ثم أخذ سيفه فقاتل القوم حتى قتل رحمه الله.
قال ابن إسحاق: وحدثني محمد بن مسلم بن شهاب الزهري، عن عبد الله بن ثعلبة بن صعير العذري، حليف بني زهرة، أنه حدثه، أنه لما التقى الناس، ودنا بعضهم من بعض، قال أبو جهل بن هشام: اللهم، أقطعنا للرحم وآتانا بما لا يعرف، فأحِنه الغداة ! فكان هو المستفتح.


الصفحة التالية
Icon