قال ابن إسحاق: وزعم رجال من بني مخزوم أن ابن مسعود كان يقول: قال لي: لقد ارتقيت مرتقى صعباً يا رويعي الغنم. قال: ثم احتززت رأسه ; ثم جئت به رسول الله ( ﷺ ) فقلت: يا رسول الله، هذا رأس عدو الله أبي جهل. قال: فقال رسول الله ( ﷺ ):" الله الذي لا إله غيره " ثم ألقيت رأسه بين يدي رسول الله ( ﷺ ) فحمد الله.
قال ابن هشام: وحدثني أبو عبيدة وغيره من أهل العلم بالمغازي، أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال لسعيد بن العاص - ومر به - إني أراك كأن في نفسك شيئاً. أراك تظن أني قتلت أباك ! إني لو قتلته لم أعتذر إليك من قتله ; ولكني قتلت خالي العاص بن هشام ابن المغيرة. فأما أبوك فإني مررت به، وهو يبحث بحث الثور بروقه [ أي بقرنه ] فحدت عنه. وقصد له بن عمه علي فقتله !
قال ابن إسحاق: وحدثني يزيد بن رومان، عن عروة بن الزبير، عن عائشة رضي الله عنها. قالت: لما أمر رسول الله ( ﷺ ) بالقتلى أن يطرحوا في القليب طرحوا فيه، إلا ما كان من أمية بن خلف. فإنه انتفخ في درعه فملأها، فذهبوا ليحركوه. فتزايل لحمه، فأقروه وألقوا عليه ما غيبه من التراب والحجارة، فلما ألقاهم في القليب، وقف عليهم رسول الله ( ﷺ ) فقال:" يا أهل القليب هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقاً، فإني قد وجدت ما وعدني ربي حقاً " قالت: فقال له أصحابه: يا رسول الله، أتكلم قوماً موتي ؟ فقال لهم:" لقد علموا أن ما وعدهم ربهم حق " قالت عائشة: والناس يقولون: لقد سمعوا ما قلت لهم وإنما قال لهم رسول الله ( ﷺ ):" لقد علموا ".