فصل فى معانى السورة كاملة
قال الشيخ المراغى رحمه الله :
سورة الأنفال
الأنفال : واحدها نفل (بالتحريك) من النفل (بالسكون) وهو الزيادة على الواجب، ومنه صلاة النفل، والمراد به هنا الغنيمة - وقيل الغنيمة كل ما حصل مستغنما بتعب أو بغير تعب وقبل الظفر أو بعده، والنفل يحصل للإنسان قبل القسمة من الغنيمة، والبين : يطلق على الاتصال والافتراق وعلى كل ما بين طرفين كما قال :
" لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ " وذات البين : الصلة التي تربط بين شيئين، والوجل : الفزع والخوف، والدرجات : منازل الرفعة ومراقى الكرامة.
الشوكة : الحدة والقوة، وأصلها واحدة الشوك، شبهوا بها أسنة الرماح، والطائفتان : طائفة العير الآتية من الشام، وطائفة النفير التي جاءت من مكة للنجدة، وغير ذات الشوكة : هى العير، ودابر القوم : آخرهم الذي يأتى فى دبرهم ويكون من ورائهم، ويحق الحق : أي يعز الإسلام لأنه الحق، ويبطل الباطل : أي يزيل الباطل وهو الشرك ويمحقه.
الاستغاثة : طلب الغوث، وهو التخليص من الشدة والنقمة، وممدكم : ناصركم ومغيثكم، ومردفين : من أردفه إذا أركبه وراءه، وتطمئن تسكن بعد ذلك الزلزال والخوف الذي عرض لكم فى جملتكم، وعزيز : أي غالب على أمره، حكيم لا يضع شيئا فى غير موضعه، ويغشيكم : يجعله مغطيا لكم ومحيطا بكم، والنعاس : فتور فى الحواس وأعصاب الرأس يعقبه النوم فهو يضعف الإدراك ولا يزيله كله فإذا أزاله كان نوما، والرجز والرجس والركس : الشيء المستقذر حسا أو معنى، ويراد به هنا وسوسة الشيطان، والربط على القلوب تثبيتها وتوطينها على الصبر، والرعب : الخوف الذي يملأ القلب فوق الأعناق : أي الرءوس، والبنان : أطراف الأصابع من اليدين والرجلين، شاقوا : أي عادوا وخالفوا، وسميت العداوة مشاقة لأن كلا من المتعاديين يكون فى شق غير الذي يكون فيه الآخر.