٦٨ - وقوله جل وعز يا أيها النبي قل لمن في أيديكم من الأسرى إن يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا مما أخذ منكم (آية ٧٠) قيل في الأخرة وقيل يعوضكم في الدنيا وروي عن العباس أنه قال أسرت يوم بدر ومعي عشرون
أوقية فأخذت مني فعوضني الله عشرين عبدا ووعدني المغفرة ٦٩ - وقوله جل وعز وإن يريدوا خيانتك فقد خانوا الله من قبل (آية ٧١) خيانتك أي نقض العهد ٧٠ - وقوله جل وعز إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله (آية ٧٢)
قيل إنه يقال هاجر الرجل إذا خرج من أرض إلى أرض وقيل إنما قيل هجر وهاجر فلان لأن الرجل كان إذا أسلم هجره قومه وهجرهم فإذا خاف الفتنة على نفسه رحل عنهم فسمي مسيره هجرة وقيل هاجر لأنه كان على هجرته لقومه وهجرتهم له فهو مهاجر هجر دار قومه ووطنه وارتحل إلى دار الإسلام وهما هجرتان فالمهاجرون يكون الأولون الذين هاجروا إلى أرض الحبشة والآخرون الذين هاجروا إلى المدينة إلى وقت الفتح وانقطعت الهجرة لأن الدار كلها دار الإسلام فلا هجرة وهذا قول أهل الحديث ومن يوثق بعلمه ٧١ - وقوله جل وعز والذين آمنوا ولم يهاجروا ما لكم من ولايتهم من شيئ (آية ٧٢)
أي من نصرتهم ووراثتهم
قال قتادة كان الرجل يؤاخي الرجل فيقول ترثني وأرثك ثم نسخ ذلك بقوله تعالى وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله ٧٢ - ثم قال عز وجل والذين كفروا بعضهم أولياء بعض إلا تفعلوه (آية ٧٣) ومعنى إن لا تفعلوه إن لا تفعلوا النصر والموالاة وروى ابن أبي طلحة عن ابن عباس إلا تفعلوه قال يقول إلا تأخذوا في الميراث بما أمرتكم به وقال ابن زيد أي إلا تتركوهم يتوارثون على ما كانوا قال مجاهد هذا منسوخ نسخه وأولوا الأرحام بعضهم