ثم يملأ الله تعالى قلوب المؤمنين إيمانا وهو من عدة النصر، ( وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتِيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَن يُحِقَّ الحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ (٧) لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ (٨).
ويبين من بعد ذلك الالتجاء إلى الله واستغاثته فاستجاب بإمداد الملائكة الروحى الذى جعله الله تعالى بشرى لهم ولتطمئن قلوبهم.
ورزقهم الله الأمان فناموا، والنوم امنين قوة، وأنزل الله تعالى من السماء
ماء ليطهرهم به، ويذهب عنهم رجس الشيطان، ويوحى رب العالمين إلى الملائكة أن يثبتوا الذين آمنوا فيثبتوهم، وألقى فى قلوب الذين كفروا الرعب، وصار المؤمنون على استعداد للقتال يضربون فوق الأعناق، ويضربون منهم كل بنان لأنهم عاندوا الله ورسوله وساقوه فليذوقوا ذلك الباس ومن بعد النار.
ثم يكون التحريض على القتال والثبات ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ زَحْفاً فَلاَ تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَارَ (١٥) وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاء بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (١٦).
إنه بعد انتهاء المعركة التى كانت فيصل الحق بين قوة الإيمان والكفر، بين الله أن ذلك كان بفضل الله للمؤمنين، وأنه هو الذى رد كيد الكافرين، ووهن تدبيرهم، وأنه سبحانه هو الذى جاء بالفتح وأمر من عنده، وأنه مع إرادة الله تعالى للنصر، لن تغنى عنهم فئتهم من الله سبحانه، وإن ذلك من طاعة المؤمنين لله وسماعهم لأوامره، وأنهم لا يقولون سمعنا وعصينا.