فى هذه السورة من أولها إلى هذه الآية، بيان القتال، وأن النصرة فيه بالتأييد من الله العزيز الحكيم والإيمان الصادق المستجلب لهذا التأييد، فهو قوة المسلمين، وضعف المشركين من كفرهم، وأنهم ينفقون ليصدوا عن سبيل الله تعالى.
بعد ذلك يتكلم الله تعالى فى توزيع الغنائم، فيقول :(وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِن كُنتُمْ آمَنتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٤١) ).
ويبين الله مواقع القتال يوم بدر الذى انتهى بالنصر المؤزر، وإذ يربى الله تعالى قوة روح المؤمنين برؤية الأعداء فى المنام قليلا، (ولو أراكهم كثيرا لفشلتم ولتنازعتم في الأمر ولكن الله سلم... وإنه فى رؤية العيان تستقلونهم لتتقدموا، ويستقلونكم لأنكم فعلا قلة، وذلك ( ليقضي الله أمرا كان مفعولا..).
ويدعو الله تعالى إلى الثبات مكررا له ؟ لأن الثبات فى الصدمة الأولى هو قوة الصبر كما قال النبى ( ﷺ ): " إنما الصبر عند الصدمة الأولى ".
ويدعو مع الثبات إلى ذكر الله تعالى ؟ لأنه عدة الأتقياء، وينهى عن التنازع حتى لا تذهب القوة، ولا يكن خروجكم بطرا بالمعيشة ورجاء الترف أو رئاء الناس فإن هذه هى مفاسد الجهاد، ولا يصح أن يزين الشيطان لكم ويركبكم ويقول لكم :(لا غالب لكم اليوم من الناس.. - ( وإذ التقى الجمعان قال إنى بريء منكم.


الصفحة التالية
Icon