"هذه هي حال الذين يصموننا بالغزو والقتال، الذي سبق لنا من أعمال الفتوح والحروب قد مضت عليه أحقاب طويلة. أما أعمالهم المخزية هذه فلا يزالون يقترفونها ليل نهار بمرأى ومسمع من العالم "المتحضر المتمدن ! ". وأي بلاد الله، يا ترى، قد سلمت من عدوانهم، وما تخضبت أراضيها بدماء أبنائها الزكية ؟ وأية هذه القارات العظيمة من آسيا وأفريقية وأمريكا ما ذاقت وبال حروبهم الملعونة ؟.. لكن هؤلاء الدهاةرسموا صورتنا بلباقة منكرة، وأبدأوا وأعادوا في عرضها بشكل هائل بشع، وقد سحب ذيل النسيان على صورتهم الدميمة، حتى لا يكاد يذكرها أحد بجنب الصورة المنكرة التي صوروا بها تاريخنا ومآثر أسلافنا. فما أعظم دهاءهم ! وما أبرعهم في التزوير والتمويه !