"فكل من آمن بهذه الدعوة وتقبلها بقبول حسن، يصير عضواً في "الجماعة الإسلامية " أو "الحزب الإسلامي" لا فرق في ذلك بين الأحمر منهم والأسود، أو بين الغني منهم والفقير. كلهم سواسية كأسنان المشط. لا فضل لأمة على أمة. أو لطبقة على أخرى. وبذلك يتكون ذلك الحزب العالمي أو الأممي، الذي سمي "حزب الله" بلسان الوحي.
"وما إن يتكون هذا الحزب حتى يبدأ بالجهاد في سبيل الغاية التي أنشئ لأجلها. فمن طبيعته، وما يستدعيه وجوده، أن لا يألو جهداً في القضاء على نظم الحكم التي أسس بنيانها على غير قواعد الإسلام، واستئصال شأفتها، وأن يستنفد مجهوده في أن يستبدل بها نظاماً للعمران والاجتماع معتدلاً، مؤسساً على قواعد ذلك القانون الوسط العدل الذي يسميه القرآن الكريم: كلمة الله. فإن لم يبذل هذا الحزب الجهد المستطاع، ولم يسع سعيه وراء تغيير نظم الحكم وإقامة نظام الحق.. نظام الحكم المؤسس على قواعد الإسلام.. ولم يجاهد حق جهاده في هذه السبيل، فاتته غايته. وقصر عن تحقيق البغية التي أنشئ لأجلها. فإنه ما أنشئ إلا لإدراك هذه الغاية، وتحقيق هذه البغية.. بغية إقامة نظام الحق والعدل.. ولا غاية له ولا عمل إلا الجهاد في هذه السبيل. وهذه الغاية الوحيدة التي بينها الله تعالى في كتابه العزيز بقوله:
(كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله).. [ آل عمران: ١١٠ ]


الصفحة التالية
Icon