فصل


قال الفخر :
والصفة الرابعة والخامسة : قوله :﴿الذين يُقِيمُونَ الصلاة وَمِمَّا رزقناهم يُنفِقُونَ﴾
واعلم أن المراتب الثلاثة المتقدمة أحوال معتبرة في القلوب والبواطن، ثم انتقل منها إلى رعاية أحوال الظاهر ورأس الطاعات المعتبرة في الظاهر، ورئيسها بذل النفس في الصلاة، وبذل المال في مرضاة الله، ويدخل فيه الزكوات والصدقات والصلاة، والإنفاق في الجهاد، والإنفاق على المساجد والقناطر، قالت المعتزلة : إنه تعالى مدح من ينفق ما رزقه الله، وأجمعت الأمة على أنه لا يجوز الإنفاق من الحرام، وذلك يدل على أن الحرام لا يكون رزقاً، وقد سبق ذكر هذا الكلام مراراً. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٥ صـ ٩٧ ـ ٩٨﴾
وقال السمرقندى :
﴿ الذين يُقِيمُونَ الصلاة ﴾،
يعني يتمونها في مواقيتها بركوعها وسجودها ؛ ﴿ وَمِمَّا رزقناهم يُنفِقُونَ ﴾، يعني يتصدَّقون مما أعطيناهم من الأموال، وينفقونها في طاعة الله.


الصفحة التالية
Icon