إذا قيل لأحدكم أمؤمن أنت حقّاً، فليقل : إنّي مؤمن حقّاً فإن كان صادقاً فإنّ الله لا يعذّب على الصدق ولكن يثيب عليه.
فإن كان كاذباً فما فيه من الكفر أشد عليه من قوله له : إنّي مؤمن حقّاً. وقال ابن أبي نجيح : سأل رجل الحسن فقال : أمؤمن أنت؟
فقال : الإيمان إيمانان فإنّ كنتَ تسأل عن الإيمان بالله وملائكته وكُتبه ورُسله واليوم الآخر والجنّة والنار والبعث والحساب فأنا بها مؤمن، وإن كنت تسألني عن قوله ﴿ إِنَّمَا المؤمنون الذين إِذَا ذُكِرَ الله وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ ﴾ إلى قوله تعالى ﴿ عِندَ رَبِّهِمْ ﴾ فوالله ما أدري أمنهم أنا أم لا.
وقال علقمة : كنّا في سفر فلقينا قوماً فقلنا : من القوم؟ فقالوا : نحن المؤمنون حقّاً، فلم ندرِ ما نجيبهم حتّى لقينا عبد الله بن مسعود فأخبرناه بما قالوا فقال : فما رددتم عليهم؟ قلنا : لم نرد عليهم شيئاً.
قال : أفلا قلتم أَمِنْ أهل الجنّة أنتم؟ إن المؤمنين من أهل الجنّة.
وقال سفيان الثوري : مَنْ زعم أنّه مؤمن حقّاً أمن عند الله ثمّ [ وجد ] أنّه في الجنّة بعد إيمانه بنصف الآية دون النصف، ووقف بعضهم على قوله :﴿ أولائك هُمُ المؤمنون ﴾.
وقال : تم الكلام هاهنا.


الصفحة التالية
Icon