وقال النبيّ ﷺ :" هذا الخمس مردود على فقرائكم "، وكذلك يقول في تنفيل الأيام بعض القوم واقتفائه إياه ليلاً، وعلى هذه يفرق بين الأنفال والغنائم بقوله تعالى :﴿ فاتقوا الله وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ ﴾ وذلك حين اختلفوا في الغنيمة أمرهم بالطاعة والجماعة ونهاهم عن المفارقة والمخالفة.
قال قتادة وابن جريج : كان نبيّ الله ﷺ ينفل الرجل من المؤمنين سلب الرجل من الكفّار إذا قتله وكان ينفل على قدر عنائه وبلائه حتّى إذا كان يوم بدر ملأ الناس أيديهم غنائم، فقال أهل الضعف : ذهب أهل القوّة بالغنائم فنزلت ﴿ قُلِ الأنفال للَّهِ والرسول فاتقوا الله وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ ﴾ ليرد أهل القوّة على أهل الضعف فأمرهم رسول الله ﷺ أن يرد بعضهم على بعض فأمرهم الله بالطاعة فيها فقال ﴿ وَأَطِيعُواْ الله وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴾ واختلفوا في تأنيث ذات البين فقال أهل البصرة أضاف ذات البين وجعله ذات لأن بعض الأشياء يوضع عليه اسم المؤنث وبعضها يُذكر نحو الدار والحائط أنّث الدار وذكّر الحائط.
وقال أهل الكوفة : إنّما أراد بقوله ﴿ ذَاتَ بِيْنِكُمْ ﴾ الحال التي للبين فكذلك ذات العشاء يريد الساعة التي فيها العشاء.
قالوا : ولم يضعوا مذكّراً لمؤنّث ولا مؤنّثاً لمذكّر إلاّ لمعنى به. أ هـ ﴿الكشف والبيان حـ ٤ صـ ﴾