﴿ اذهب أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هاهنا هاهنا قاعدون ﴾ [ المائدة : ٢٤ ] ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكم متبعون، ولعلك أن تكون خرجت لأمر وأحدث الله إليك غيره، فانظر الذي أحدث الله إليك فامض له، فصل حبال من شئت، واقطع حبال من شئت، وعاد من شئت، وسالم من شئت، وخذ من أموالنا ما شئت، فنزل القرآن على قول سعد ﴿ كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِن بَيْتِكَ بالحق ﴾ إلى قوله :﴿ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الكافرين ﴾ وإنما كان رسول الله ﷺ يريد الغنيمة مع أبي سفيان، فأحدث الله إليه القتال.
وأخرج ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وأبو الشيخ، عن مجاهد، في قوله :﴿ كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِن بَيْتِكَ بالحق ﴾ قال : كذلك يجادلونك في خروج القتال.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن السديّ في قوله :﴿ كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِن بَيْتِكَ بالحق ﴾ قال : السدى في قوله ﴿ كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِن بَيْتِكَ بالحق ﴾ قال : خروج النبي ﷺ إلى بدر ﴿ وَإِنَّ فَرِيقاً مّنَ المؤمنين لَكَِّرِهُونَ ﴾ قال : لطلب المشركين.
﴿ يجادلونك فِي الحق بَعْدَمَا مَا تَبَيَّنَ ﴾ أنك لا تصنع إلا ما أمرك الله به.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الضحاك في قوله :﴿ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشوكة تَكُونُ لَكُمْ ﴾ قال : هي عير أبي سفيان.
ودّ أصحاب محمد ﷺ أن العير كانت لهم، وأن القتال صرف عنهم.
وأخرج عبد بن حميد عن قتادة :﴿ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الكافرين ﴾ أي شأفتهم.
ووقعة بدر قد اشتملت عليها كتب الحديث، والسير، والتاريخ مستوفاة، فلا نطيل بذكرها. أ هـ ﴿فتح القدير حـ ٢ صـ ﴾