وروي عن أبي أسيد وكان قد شهد بدراً أنه قال بعد ما ذهب بصره : لو كنت معكم اليوم ببدر ومعي بصرى لأريتكم الشعب الذي خرجت منه الملائكة ﴿ وَمَا النصر إِلاَّ مِنْ عِندِ الله ﴾ أي وما النصر بالملائكة وغيرهم من الأسباب إلا كائن من عنده عز وجل، فالمنصور هو من نصره الله سبحانه والأسباب ليست بمستقلة، أو المعنى لا تحسبوا النصر من الملائكة عليهم السلام فإن الناصر هو الله تعالى لكم وللملائكة، وعليه فلا دخل للملائكة في النصر أصلاً، وجعل بعضهم القصر على الأول إفرادي وعلى الثاني قلبي ﴿ أَنَّ الله عَزِيزٌ ﴾ لا يغالب في حكمه ولا ينازع في قضيته ﴿ حَكِيمٌ ﴾ يفعل كل ما يفعل حسبما تقتضيه الحكمة الباهرة، والجملة تعليل لما قبلها وفيها إشعار بأن النصر الواقع على الوجه المذكور من مقتضيات الحكم البالغة. أ هـ ﴿روح المعانى حـ ٩ صـ ﴾