فقال : يا محمدُ إن الله وعدكم إحدى الطائفتين إما العِيرَ وإما قريشاً فاستشار النبي عليه الصلاة والسلام أصحابَه فقال :" ما تقولون؟ إن القومَ قد خرجوا من مكةَ على كل صَعْبٍ وذَلولٍ فالعِيرُ أحبُّ إليكم أم النفيرُ؟ " فقالوا : بل العيرُ أحبُّ إلينا من لقاء العدوِّ فتغير وجهُ رسول الله ﷺ ثم ردّد عليهم، فقال :" إن العير قد مضت على ساحل البحرِ، وهذا أبو جهل قد أقبل " فقالوا : يا رسول الله عليك بالعِير ودعِ العدوَّ فقام عندما غضِبَ النبيُّ ﷺ أبو بكر وعمرُ رضي الله عنهما فأحسنا قام سعدُ بن عُبادةَ فقال : انظُر أمرَك فامضِ فوالله لو سِرتَ إلى عدنِ أَبْيَنَ ما تخلف عنك رجلٌ من الأنصار ثم قال المقدادُ بنُ عمرو رضي الله عنه : يا رسولَ الله امضِ لما أمرك الله فإنا معك حيثما أحببْتَ، لا نقول لك كما قال بنو إسرائيلَ لموسى عليه السلام : اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون ولكن اذهب أنت وربُّك فقاتلا إنا معكما مقاتلون ما دامت عينٌ منا تطرِفُ، فضحِك رسولُ الله ﷺ ثم قال :


الصفحة التالية
Icon