مثل ما أخرجك، وقيل : صفة لمصدر ﴿ يجادلون ﴾ أي يجادلونك جداً لا كإخراجك ونسب ذلك إلى الكسائي، وقيل : الكاف بمعنى إذا أي واذكر إذ أخرجك وهو مع بعده لم يثبت.
وقيل : الكاف للقسم ولم يثبت أيضاً وإن نقل عن أبي عبيد وجعل ﴿ يجادلونك ﴾ [ الأنفال : ٦ ] الجواب مع خلوه عن اللام والتأكيد و﴿ مَا ﴾ حينئذ موصولة أي والذي أخرجك، وقيل : إنها بمعنى على وما موصولة أيضاً أي امض على الذي أخرجك ربك له من بيتك فإنه حق ولا يخفى ما فيه، وقيل : هي مبتدأ خبره مقدر وهو ركيك جداً، وقيل : في محل رفع خبر مبتدأ محذوف أي وعده حق كما أخرجك، وقيل : تقديره قسمتك حق كإخراجك، وقيل : ذلك خير لكم كإخراجك، وقيل : تقديره إخراجك من مكة لحكم كإخراجك هذا، وقيل : هو متعلق ب
﴿ اضربوا ﴾ [ الأنفال : ١٢ ] وهو كما تقول لعبدك ربيتك افعل كذا.
وقال أبو حيان : خطر لي في المنام أن هنا محذوفاً وهو نصرك والكاف فيها معنى التعليل أي لأجل أن خرجت لا عزاز دين الله تعالى نصرك وأمدك بالملائكة، ودل على هذا المحذوف قوله سبحانه بعد :﴿ إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ ﴾ [ الأنفال : ٩ ] الآيات، ولو قيل : إن هذا مرتبط بقوله سبحانه :﴿ رّزْقِ كَرِيمٌ ﴾ [ الأنفال : ٤ ] على معنى رزق حسن كحسن إخراجك من بيتك لم يكن بأبعد من كثير من هذه الوجوه ﴿ وَإِنَّ فَرِيقاً مّنَ المؤمنين لَكَِّرِهُونَ ﴾ للخروج أما لعدم الاستعداد للقتال أو للميل للغنيمة أو للنفرة الطبيعية عنه، وهذا مما لا يدخل تحت القدرة والاختيار فلا يرد أنه لا يليق بمنصب الصحابة رضي الله تعالى عنهم، واللجملة في موضع الحال وهي حال مقدرة لأن الكراهة وقعت بعد الخروج كما ستراه إن شاء الله تعالى، أو يعتبر ذلك ممتداً، والقصة على ما رواه جماعة وقد تداخلت رواياتهم أن عير قريش أقبلت من الشام وفيها تجارة عظيمة ومعها أربعون راكباً منهم أبو سفيان.
وعمرو بن العاص.