وقال الثعلبى :
﴿ يُجَادِلُونَكَ فِي الحق ﴾
أي في القتال وذلك أن المؤمنين لمّا أيقنوا [ الشوكة ] والحرب يوم بدر وعرفوا أنّه القتال كرهوا ذلك وقالوا : يا رسول الله إنّه لم تعلمنا إنّا نلقي العدو فنستعد لقتالهم وإنّما خرجنا للعير فذلك جدالهم ﴿ بَعْدَ مَا تَبَيَّنَ ﴾ إنّك لا تصنع إلاّ ما أمر الله به.
وقال ابن زيد : هؤلاء المشركون يجادلونه في الحق ﴿ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الموت ﴾ [ يعني ] من يدعون للإسلام لكراهتهم إيّاه.
﴿ وَهُمْ يَنظُرُونَ *﴾. أ هـ ﴿الكشف والبيان حـ ٤ صـ ﴾
وقال الماوردى :
قوله عز وجل :﴿ يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَ مَا تَبَيَّنَ ﴾
يعني في القتال يوم بدر.
و﴿ بَعْدَ مَا تَبَيَّنَ ﴾ يحتمل وجهين :
أحدهما : بعد ما تبين لهم صوابه.
الثاني : بعد ما تبين لهم فرضه.
وفي المجادل له قولان :
أحدهما : أنهم المشركون، قاله ابن زيد.
الثاني : أنهم طائفة من المؤمنين وهو قول ابن عباس، وابن إسحاق، لأنهم خرجوا لأخذ العير المقبلة من الشام مع أبي سفيان فلما فاتهم ذلك أمروا بالقتال فجادلوا طلباً للرخصة وقالوا ما تأهبنا في الخروج لقتال العدو، فأنزل الله تعالى :﴿ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ ﴾ يعني كأنهم في قتال عدوهم يساقون إلى الموت، رعباً وأسفاً لأنه أشد لحال من سيق إلى الموت أن يكون ناظراً له وعالماً به. أ هـ ﴿النكت والعيون حـ ٢ صـ ﴾