وقال القرطبى :
قوله تعالى :﴿ وَإِذْ يَعِدُكُمُ الله إِحْدَى الطائفتين أَنَّهَا لَكُمْ ﴾
"إحدى" في موضع نصب مفعول ثان.
"أَنَّهَا لَكُمْ" في موضع نصب أيضاً بدلاً من "إحدى".
﴿ وَتَوَدُّونَ ﴾ أي تحبون.
﴿ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشوكة تَكُونُ لَكُمْ ﴾ قال أبو عبيدة : أي غير ذات الحدّ.
والشوكة : السلاح.
والشوْك : النبت الذي له حَدٌّ.
ومنه رجل شائِك السلاح، أي حديد السلاح.
ثم يقلب فيقال : شاكِي السلاحِ.
أي تودّون أن تظفروا بالطائفة التي ليس معها سلاح ولا فيها حرب ؛ عن الزجاج.
﴿ وَيُرِيدُ الله أَن يُحِقَّ الحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ ﴾ أي أن يظهر الإسلام.
والحَقُّ حَقٌّ أبداً، ولكن إظهاره تحقيق له من حيث إنه إذا لم يظهر أشبه الباطل.
"بِكَلِمَاتِهِ" أي بوعده ؛ فإنه وعد نبيَّه ذلك في سورة "الدّخان" فقال :﴿ يَوْمَ نَبْطِشُ البطشة الكبرى إِنَّا مُنتَقِمُونَ ﴾ [ الدخان : ١٦ ] أي من أبي جهل وأصحابه.
وقال :﴿ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدين كُلِّهِ ﴾ [ التوبة : ٣٣ والفتح : ٢٨ ].
وقيل :"بِكَلِمَاتِه" أي بأمره ؛ إياكم أن تجاهدوهم.
﴿ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الكافرين ﴾ أي يستأصلهم بالهلاك. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٧ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon