فأخبر الله تعالى أنهم ليسوا بمؤمنين. ثم وصف الله المؤمنين فقال :﴿ إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم ﴾ فأدوا فرائضه. ﴿ وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً ﴾ يقول : زادتهم تصديقاً، ﴿ وعلى ربهم يتوكلون ﴾ يقول : لا يرجون غيره.
وسنرى من طبيعة هذه الصفات أنه لا يمكن أن يقوم بدونها الإيمان أصلاً ؛ وأن الأمر فيها ليس أمر كمال الإيمان أو نقصه ؛ إنما هو أمر وجود الإيمان أو عدمه.
﴿ إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم ﴾...
إنها الارتعاشة الوجدانية التي تنتاب القلب المؤمن حين يذكر بالله في أمر أو نهي ؛ فيغشاه جلاله، وتنتفض فيه مخافته ؛ ويتمثل عظمة الله ومهابته، إلى جانب تقصيره هو وذنبه، فينبعث إلى العمل والطاعة... أو هي كما قالت أم الدرداء - رضي الله عنها - فيما رواه الثوري، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن شهر بن حوشب، عن أم الدرداء قال :" الوجل في القلب كاحتراق السعفة، أما تجد له قشعريرة؟ قال : بلى. قالت : إذا وجدت ذلك فادع الله عند ذلك. فإن الدعاء يذهب ذلك "..
إنها حال ينال القلب منها أمر يحتاج إلى الدعاء ليستريح منها ويقر! وهي الحال التي يجدها القلب المؤمن حين يذكر بالله في صدد أمر أو نهي ؛ فيأتمر معها وينتهي كما يريد الله، وجلا وتقوى لله.
﴿ وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً ﴾.