وحكى هذا أبو عبيدة في كتاب المجاز وقرأت فرقة " ولكنّ الله رمى " بتشديد النون، وفرقة " ولكنْ اللهُ " بتخفيفها ورفع الهاء من " الله " ﴿ وليبلي ﴾ أي ليصيبهم ببلاء حسن، فظاهر وصفه بالحسن يقتضي أنه أراد الغنيمة والظفر والعزة، وقيل أراد الشهادة لمن استشهد يوم بدر وهم أربعة عشر رجلاً، منهم عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب ومهجع مولى عمر، ومعاذ وعمرو ابنا عفراء، وغيرهم، ﴿ إن الله سميع ﴾ لاستغاثتكم، ﴿ عليم ﴾ بوجه الحكمة في جميع أفعاله لا إله إلا هو، وحكى الطبري : أن المراد بقوله ﴿ وما رميت إذ رميت ﴾ رمي رسول الله ﷺ الحربة على أبيّ بن خلف يوم أحد.
قال القاضي أبو محمد : وهذا ضعيف لأن الآية نزلت عقب بدر، وعلى هذا القول تكون أجنبية مما قبلها وما بعدها وذلك بعيد، وحكي أيضاً أن المراد السهم الذي رمى به رسول الله ﷺ في حصن خيبر فصار في الهويّ حتى أصاب ابن أبي الحقيق فقتله وهو على فراشه، وهذا فاسد، وخيبر فتحها أبعد من أحد بكثير، والصحيح في قتل ابن أبي الحقيق غير هذا، فهذان القولان ضعيفان لما ذكرناه. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٢ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon