" فوائد لغوية وإعرابية "
قال ابن عادل :
قوله : ذَلِكُمْ "
يجوز فيه الرفعُ على الابتداء أي : ذلكم الأمر، والخبر محذوف قاله الحوفيُّ، والأحسنُ أن يقدَّر الخبر ذلكم البلاء حق وحتمٌ.
وقيل : هو خبر مبتدأ، أي : الأمر ذلكم، وهو تقدير سيبويه.
وقيل : محلُّه نصب بإضمار فعلٍ أي : فعل ذلكم، والإشارةُ بـ " ذَلِكُمْ " إلى القتل والرمي والإبلاء.
قوله :" وأنَّ اللَّه " يجوزُ أن يكون معطوفاً على :" ذَلِكُمْ " فيحكم علىمحلِّه بما يحكمُ على محلِّك " ذَلِكُمْ "، وأن يكون في حلِّ نصبٍ بفعل مقدَّر أي : واعلموا أنَّ الله، وقد تقدم ما في ذلك.
وقال الزمخشريُّ :" إنَّه معطوف على :" وليُبْلي " والمعنى : أنَّ الغرضَ إبلاءُ المؤمنين، توهينُ كيد الكافرين ".
وقرأ ابنُ عامر والكوفيون :" مُوهِن " بسكون الواوِ وتخفيف الهاءِ، من " أوهَن " كـ : أكْرَم، ونوَّن " موهن " غير حفص، وقرأ الباقون :" مُوهِّن " بفتح الواو، وتشديد الهاءِ، والتنوين، ف " كَيْد " منصوبٌ على المفعول به في قراءة غير حفص، ومخفوضٌ في قراءة حفص، وأصله النَّصْبُ وقراءة الكوفيين جاءت على الأكثرر ؛ لأن ما عينه حرف حلقٍ غير الهمزة تعديته بالهمزة ولا يُعَدَّى بالتَّضعيف إلاَّ كلمٌ محفوظ نحو : وهَّنْتُه وضعَّفْتُه. أ هـ ﴿تفسير ابن عادل حـ ٩ صـ ٤٨٣﴾
من لطائف الإمام القشيرى فى الآية
قال عليه الرحمة :
﴿ ذَلِكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ (١٨) ﴾
موهن كدهم : بتقوية قلوب المؤمنين بنور اليقين، والثبات على انتظار الفضل من قِبَلِ الله، وموهن كيدهم : بأن يأخذَ الكافرين من حيث لا يشعرون، ويظفر جندُ المسلمين عليهم. أ هـ ﴿لطائف الإشارات حـ ١ صـ ٦١٢﴾


الصفحة التالية
Icon