وقال الشيخ الشعراوى :
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ (١٥) ﴾
ونعلم أن نداء الحق سبحانه وتعالى للمؤمنين بقوله :﴿ يَآأَيُّهَا الذين آمنوا ﴾، إما أن يكون بعدها أمر بمتعلق الإيمان ومطلوبه، وإما أن يكون بعدها الإيمان نفسه، ومثال ذلك قول الحق سبحانه وتعالى :﴿ يَا أَيُّهَا الذين آمَنُواْ آمِنُواْ ﴾ [ النساء : ١٣٦ ].
وبعضهم يقول : كيف ينادى مؤمنين ثم يقول لهم :" آمِنوا "؟، وهؤلاء المستفهمون لمْ يلتفتوا إلى أن الحق حين يكلم المؤمنين يعلم أنهم مؤمنون بالفعل، ولكن الأغيار في الاختيار قد تدعوهم إلى أن يتراخى البعض منهم عن مطلوبات الإيمان. و " آمنوا " الثانية معناها : أنشئوا دائما إيماناً جديداً أي مستمراً يتصل بالإيمان الحاضر والإيمان المستقبل، ليدوم لكم الإيمان.