وقال القرطبى :
قوله تعالى :﴿ يا أيها الذين آمنوا أَطِيعُواْ الله وَرَسُولَهُ ﴾ الخطاب للمؤمنين المصدّقين.
أفردهم بالخطاب دون المنافقين إجلالاً لهم.
جدّد الله عليهم الأمر بطاعة الله والرسول، ونهاهم عن التولِّي عنه.
هذا قول الجمهور.
وقالت فرقة : الخطاب بهذه الآية إنما هو للمنافقين.
والمعنى : يا أيها الذين آمنوا بألسنتهم فقط.
قال ابن عطية : وهذا وإن كان محتملاً على بعد فهو ضعيف جداً ؛ لأن الله تعالى وصف من خاطب في هذه الآية بالإيمان.
والإيمان التصديق، والمنافقون لا يتصفون من التصديق بشيء.
وأبعد من هذا من قال : إن الخطاب لبني إسرائيل.
فإنه أجنبيّ من الآية.
قوله تعالى :﴿ وَلاَ تَوَلَّوْا عَنْهُ ﴾ التولي الإعراض، وقال "عنه" ولم يقل عنهما لأن طاعة الرسول طاعته ؛ وهو كقوله تعالى :﴿ والله وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرْضُوهُ ﴾ [ التوبة : ٦٢ ].
﴿ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ ﴾ ابتداء وخبر في موضع الحال.
والمعنى : وأنتم تسمعون ما يتلى عليكم من الحجج والبراهين في القرآن. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٧ صـ ﴾
وقال الخازن :
قوله تعالى :﴿ يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله ورسوله ﴾
يعني في أمر الجهاد لأن فيه بذل المال والنفس ﴿ ولا تولوا عنه ﴾ يعني عن الرسول ( ﷺ ) لأن التولي لا يصح إلا في حق الرسول ( ﷺ ) لا في حق الله تعالى والمعنى لا تعرضوا عنه وعن معونته ونصرته في الجهاد ﴿ وأنتم تسمعون ﴾ يعني القرآن يتلى عليكم. أ هـ ﴿تفسير الخازن حـ ٣ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon