وقال أبو السعود :
﴿ يا أَيُّهَا الذين ءامَنُواْ أَطِيعُواْ الله وَرَسُولَهُ وَلاَ تَوَلَّوْاْ ﴾ بطرح إحدى التاءين وقرىء بإدغامها ﴿ عَنْهُ ﴾ أي لا تتولوا عن الرسول، فإن المرادَ هو الأمرُ بطاعته والنهيُ عن الإعراض عنه، وذكرُ طاعتِه تعالى للتمهيد والتنبيه على أن طاعتَه تعالى في طاعة رسولِه عليه الصلاة والسلام ﴿ مَّنْ يُطِعِ الرسول فَقَدْ أَطَاعَ الله ﴾ وقيل : الضمير للجهاد وقيل : للأمر الذي دل عليه الطاعة وقوله تعالى :﴿ وَأَنتُمْ تَسْمَعُونَ ﴾ جملةٌ حالية واردةٌ للتأكيد بوجوب الانتهاء عن التولي مطلقاً كما في قوله تعالى :﴿ فَلاَ تَجْعَلُواْ للَّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ لا لتقييد النهي عنه بحال السماع كما في قوله تعالى :﴿ لاَ تَقْرَبُواْ الصلاة وَأَنتُمْ سكارى ﴾ أي لا تتولوا عنه والحال أنكم تسمعون القرآن الناطق بطاعتِه والمواعظ الزاجرة عن مخالفته أي سماعَ فهمٍ وإذعان. أ هـ ﴿تفسير أبى السعود حـ ٤ صـ ﴾
وقال الآلوسى :
﴿ يا أَيُّهَا الذين ءامَنُواْ أَطِيعُواْ الله وَرَسُولَهُ وَلاَ تَوَلَّوْاْ ﴾
أي تتولوا، وقرىء بتشديد التاء ﴿ عَنْهُ ﴾ أي عن الرسول وأعيد الضمير إليه عليه الصلاة والسلام ون المقصود طاعته ﷺ، وذكر طاعة الله تعالى توطئة لطاعته وهي مستلزمة لطاعة الله تعالى لأنه مبلغ عنه فكان الراجع إليه كالراجع إلى الله تعالى ورسوله وقيل : الضمير للجهاد، وقيل : للأمر الذي دل عليه الطاعة ؛ والتولي مجاز، وقوله تعالى :﴿ وَأَنتُمْ تَسْمَعُونَ ﴾ جملة حالة واردة لتأكيد وجوب الانتهاء عن التولي مطلقاً لا لتقييد النهي عنه بحال السماع : أي لا تتولوا عنه والحال أنكم تسمعون القرآن الناطق بوجوب طاعته والمواعظ الزاجرة عن مخالفته سماع تفهم واذعان، وقد يراد بالسماع التصديق، وقد يبقى الكلام على ظاهره من غير ارتكاب تجوز أصلاً. أ هـ ﴿روح المعانى حـ ٩ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon