وقال ابن الجوزى :
قوله تعالى :﴿ إن شر الدواب عند الله الصم البكم ﴾
اختلفوا فيمن نزلت على قولين.
أحدهما : أنها نزلت في بني عبد الدار بن قصيّ، قاله أبو صالح عن ابن عباس.
والثاني : في المنافقين، قاله ابن إسحاق، والواقدي.
والدواب : اسم كل حيوان يَدِبُّ وقد بينا في سورة [ البقرة : ١٨ ] معنى الصم والبكم، ولم سمَّاهم بذلك. أ هـ ﴿زاد المسير حـ ٣ صـ ﴾
وقال القرطبى :
ثم أخبر تعالى أن الكفار شرُّ ما دبَّ على الأرض.
وفي البخاري عن ابن عباس ﴿ إِنَّ شَرَّ الدواب عِندَ الله الصم البكم الذين لاَ يَعْقِلُونَ ﴾
قال : هم نفر من بني عبد الدار.
والأصل أشرّ، حذفت الهمزة لكثرة الاستعمال.
وكذا خير ؛ الأصل أخير. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٧ صـ ﴾
وقال الخازن :
﴿ إن شر الدواب عند الله ﴾
يعني إن شر من دب على وجه الأرض من خلق الله عند الله ﴿ الصم ﴾ عن سماع الحق ﴿ البكم ﴾ عن النطق به فلا يقولونه ﴿ الذين لا يعقلون ﴾ يعني لا يفهمون عن الله أمره ونهيه ولا يقبلونه وإنما سماهم دواب لقلة انتفاعهم بعقولهم.
قال ابن عباس : هم نفر من بني عبد الدار بن قصي كانوا يقولون نحن صم بكم عمي عما جاء به محمد ( ﷺ ) فقتلوا جميعاً يوم أحد وكانوا أصحاب اللواء ولم يسلم منهم إلا رجلان مصعب بن عمير وسويبط بن حرملة. أ هـ ﴿تفسير الخازن حـ ٣ صـ ﴾