وقال الخازن :
قوله :﴿ إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح ﴾
هذا خطاب مع المشركين الذين قاتلوا رسول الله ( ﷺ ) يوم بدر وذلك أن أبا جهل قال يوم بدر، لما التقى الجمعان : اللهم أينا كان أفخر يعني نفسه ومحمداً ( ﷺ ) قاطعاً للرحم فأحنه اليوم.
وقيل : إنه قال : اللهم أينا كان خيراً عندك فانصره.
وقيل : قال : اللهم انصر أهدى الفئتين وخير الفريقين وأفضل الجمعين اللهم من كان أفخر وأقطع لرحمه فأحنه اليوم فأنزل الله إن تستفتحوا ومعنى الآية إن تستحكموا الله على أقطع الفريقين للحرم وأظلم الفئتين فينصر المظلوم على الظالم والمحق على المبطل والمقطوع على القاطع ( ق ).
عن عبد الرحمن بن عوف قال : إني لواقف في الصف يوم بدر.
فنظرت عن يميني وعن شمالي، فإذا أنا بغلامين من الأنصار حديثة أسنانهما فتمنيت أن أكون بين أضلع منهما فغمزني أحدهما فقال أي عم هل تعرف أبا جهل قلت نعم فما حاجتك إليه يا ابن أخي.
قال : أخبرت أنه يسب رسول الله ( ﷺ ) فوالذي نفسي بيده لئن رأيته لا يفارق سوادي سواده حتى يموت الأعجل منا فتعجب لذلك قال : وغمزني الآخر فقال لي مثلها فلم أنشب أن نظرت إلى أبي جهل يجول في الناس فقلت : ألا تريان هذا صاحبكما الذي تسألاني عنه قال فابتدراه بسيفيهما فضرباه حتى قتلاه ثم انصرفا إلى رسول الله ( ﷺ ) فأخبراه فقال : أيكما قتله؟ فقال كل واحد منهما : أنا قتلته.
فقال : هل مسحتما سيفكما؟ فقالا : لا فنظر رسول الله ( ﷺ ) إلى السيفين فقال كلاكما قتله وقضى رسول الله ( ﷺ ) بسلبه لهما والرجلان معاذ بن عمرو بن الجموح ومعاذ بن عفراء ( ق ).