ولك أن تجعل فعل ﴿ تَعْلمون ﴾ منزلاً منزلة اللازم، فلا يُقدّر له مفعول، فيكون معناه "وأنتم ذَوُو عِلم" أي معرفة حقائق الأشياء، أي وأنتم عُلماء لا تجهلون الفرق بين المَحاسن والقبائح، فيكون كقوله :﴿ فلا تجعلوا لله أنداداً وأنتم تعلمون ﴾ في سورة البقرة ( ٢٢ ).
ولك أن تقدر له هنا مفعولاً دل عليه قوله :﴿ وتخونوا أماناتكم ﴾ أي وأنتم تعلمون خيانة الأمانة أي تعلمون قبحها فإن المسلمين قد تقرر عندهم في آداب دينهم تقبيح الخيانة، بل هو أمر معلوم للناس حتى في الجاهلية. أ هـ ﴿التحرير والتنوير حـ ٩ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon