وقال الماوردى :
قوله عز وجل ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ إِنَّ تَتَّقُواْ اللَّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً ﴾
فيه أربعة تأويلات :
أحدها : معنى فرقاناً أي هداية في قلوبكم تفرقون بها بين الحق والباطل، قاله ابن زيد وابن إسحاق.
والثاني : يعني مخرجاً في الدنيا والآخرة، قاله مجاهد.
والثالث : يعني نجاة، قاله السدي.
والرابع : فتحاً ونصراً، قاله الفراء.
ويحتمل خامساً : يفرق بينكم وبين الكافر في الآخرة. أ هـ ﴿النكت والعيون حـ ٢ صـ ﴾
وقال ابن عطية :
قوله :﴿ يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله ﴾ الآية،
وعد للمؤمنين بشرط الاتقاء والطاعة له، و﴿ ويجعل لكم فرقاناً ﴾ معناه فرقاً بين حقكم وباطل من ينازعكم أي بالنصرة والتأييد عليهم، و" الفرقان " مصدر من فرق بين الشيئين إذا حال بينهما أو خالف حكمهما، ومنه قوله
﴿ يوم الفرقان ﴾ [ الأنفال : ٤١ ] وعبر قتادة وبعض المفسرين عن الفرقان ها هنا بالنجاة، وقال السدي ومجاهد معناه مخرجاً ونحو هذا مما يعمه ما ذكرناه، وقد يوجد للعرب استعمال الفرقان كما ذكر المفسرون فمن ذلك قول مزرد بن ضرار :[ الخفيف ]
بادر الأفقُ أنْ يَغيبَ فلمّا... أَظْلَمَ اللّيلُ لمْ يجدْ فُرْقَانا
وقال الآخر :[ الرجز ]
ما لك من طولِ الأسَى فُرقانُ... بعد قطينٍ رحلوا وبانوا
وقال الآخر :[ الطويل ]
وكيف أرجّي الخلدَ والموتُ طالبي... وماليَ من كأسِ المنيَّةِ فرقان. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٢ صـ ﴾