وقال الخازن :
قوله :﴿ يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله ﴾
يعني بطاعته وترك معاصيه ﴿ يجعل لكم فرقاناً ﴾ يعني يجعل لكم نوراً وتوفيقاً في قلوبكم تفرقون به بين الحق والباطل والفرقان أصله الفرق بين الشيئين لكنه أبلغ من أصله لأنه يستعمل في الفرق بين الحق والباطل والحجة والشبهة.
قال مجاهد : يجعل لكم مخرجاً في الدنيا والآخرة، وقال مقاتل : مخرجاً في الدين من الشبهات وقال عكرمة : نجاة أي يفرق بينكم وبين ما تخافون وقال محمد بن إسحاق : فصلاً بين الحق والباطل يظهر الله به حقكم ويطفئ باطل من خالفكم وقيل يفرق بينكم وبين الكفار بأن يظهر دينكم ويعليه ويبطل الكفر ويوهنه ﴿ ويكفر عنكم سيئاتكم ﴾ يعني ويمح عنكم ما سلف من ذنوبكم ﴿ ويغفر لكم ﴾ يعني ويستر عليكم بأن لا يفضحكم في الدنيا ولا في الآخرة ﴿ والله ذو الفضل العظيم ﴾ لأنه هو الذي يفعل ذلك بكم فله الفضل العظيم وعلى غيركم من خلقه ومن كان كذلك فإنه إذا وعد بشيء وفى به قيل إنه يتفضل على الطائعين بقبول الطاعات ويتفضل على العاصين بغفران السيئات وقيل : معناه أن بيده الفضل العظيم فلا يطلب من عند غيره. أ هـ ﴿تفسير الخازن حـ ٣ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon