وقال الخازن :
قوله سبحانه وتعالى :﴿ واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة ﴾
لما أخبر الله أنه يحول بين المرء وقلبه حذر من وقوع المرء في الفتن والمعنى واحذروا فتنة إن نزلت بكم لم تقتصر على الظالم خاصة بل تتعدى إليكم جميعاً وتصل إلى الصالح والطالح وأراد بالفتنة الابتلاء والاختبار وقيل : تقديره واتقوا فتنة إن لم تتقوها أصابتكم جميعاً الظالم وغير الظالم.
قال الحسن : نزلت هذه الآية في علي وعمار وطلحة والزبير.
قال الزبير : لقد قرأنا هذه الآية زماناً وما نرى أنا من أهلها فإذا نحن المعنيون بها يعني ما كان منهم في يوم الجمل.
وقال السدي ومجاهد والضحاك وقتادة : هذا في قوم مخصوصين من أصحاب محمد ( ﷺ ) أصابتهم الفتنة يوم الجمل.
وقال ابن عباس : أمر الله المؤمنين أن لا يقروا المنكر بين أظهرهم فيعمهم الله بالعذاب فيصيب الظالم وغير الظالم روى البغوي بسنده عن عدي بن عدي الكندي قال حدثني مولى لنا أنه سمع جدي يقول سمعت رسول الله ( ﷺ ) يقول " إن الله لا يعذب العامة بعمل الخاصة حتى يروا المنكر بين ظهرانيهم وهم قادرون على أن ينكروه فلا ينكروه فإذا فعلوا ذلك عذب الله العامة والخاصة " والذي ذكره ابن الأثير في جامع الأصول عن عدي بن عميرة الكندي أن النبي ( ﷺ ) قال :" إذا علمت الخطيئة في الأرض كان من شهدها فأنكرها كمن غاب عنها ومن غاب عنها فرضيها كان كمن شهدها " أخرجه أبو داود عن جرير بن عبد الله قال : سمعت رسول الله ( ﷺ ) يقول " ما من رجل يكون في قوم يعمل فيهم بالمعاصي يقدرون على أن يغيروا عليه ولم يغيروا إلا أصابهم الله بعقاب قبل أن يموتوا " أخرجه أبو داود.