وقال السمرقندى :
﴿ وَإِذَا تتلى عَلَيْهِمْ ءاياتنا ﴾
يعني القرآن.
﴿ قَالُواْ قَدْ سَمِعْنَا ﴾، يعني قد سمعنا قولك.
﴿ لَوْ نَشَاء لَقُلْنَا مِثْلَ هذا ﴾، أي مثل هذا القرآن.
﴿ إِنْ هذا إِلاَّ أساطير الاولين ﴾، نزلت في شأن نضر بن الحارث، كان يحدث عن الأمم الخالية من حديث رستم وإسفنديار، فقال : إن الذي يخبركم محمد مثل ما أحدثكم من أحاديث الأولين وكذبهم، فقال له عثمان بن مظعون : اتق الله يا نضر، فإنه ما يقول إلا حقاً، فقال النضر بن الحارث قوله تعالى :﴿ وَإِذْ قَالُواْ اللهم إِن كَانَ هذا هُوَ الحق مِنْ عِندِكَ ﴾. أ هـ ﴿بحر العلوم حـ ٢ صـ ﴾
وقال الثعلبى :
﴿ وَإِذَا تتلى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا قَالُواْ ﴾
يعنى النضر بن الحرث ﴿ قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَآءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هذا ﴾ وذلك أنّه كان [ يختلف ] تاجراً إلى فارس والحيرة فيسمع سجع أهلها وذكرهم أخبار العجم وغيرهم من الأُمم، فمر باليهود والنصارى فرآهم يقرأون التوارة والإنجيل ويركعون ويسجدون، فجاء مكّة فوجد محمداً يقرأ القرآن ويصلّي. فقال النضر : قد سمعنا لو نشاء لقلنا مثل هذا ﴿ إِنْ هذآ إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأولين ﴾ أخبار الأُمم الماضية وأعمارهم، قال السدي : أساجيع أهل الحيرة.
والأساطير جمع الجمع وأصلها من قوله : سطرت أي كتبت، وواحدها سطر ثمّ تجمع أسطار أو سطور ثمّ فيجمعان أساطر وأساطير. وقيل : الأساطير واحدها أُسطورة وأسطار. والجمع القليل : أسطر. أ هـ ﴿الكشف والبيان حـ ٤ صـ ﴾