وقال الماوردى :
قوله عز وجل ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ﴾
فيه قولان :
أحدهما : أنها نفقة قريش في قتال رسول الله ﷺ يوم بدر، قاله الضحاك. والثاني : أنه أبو سفيان استأجر معه يوم أُحد ألفين من الأحابيش ومنه كنانة ليقاتل بهم رسول الله ﷺ، سوى من انحاز إليه من العرب، قاله سعيد ومجاهد والحكم بن عيينة، وفي ذلك يقول كعب بن مالك :
وجئنا إلى موج من البحر وسطه... أحابيش منهم حاسرٌ ومقنع
ثلاثة آلافٍ ونحن نَصِيَّة... ثلاثُ مئينٍ إن كثرنا فأربع
﴿ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيهِم حَسْرَةً ﴾ يحتمل وجهين :
أحدهما : يكون إنفاقها عليهم حسرة وأسفاً عليها.
والثاني : تكون خيبتهم فيما أملوه من الظفر عليهم حسرة تحذرهم بعدها.
﴿ ثُمَّ يُغْلَبُونَ ﴾ وعد بالنصر فحقق وعده. أ هـ ﴿النكت والعيون حـ ٢ صـ ﴾