الظاهر أن ﴿ ما ﴾ استفهامية أي أيّ شيء لهم في انتفاء العذاب وهو استفهام معناه التقرير أي كيف لا يعذبون وهم متّصفون بهذه الحالة المتقضية للعذاب وهي صدّهم المؤمنين عن المسجد الحرام وليسوا بولاة البيت ولا متأهّلين لولايته ومن صدّهم ما فعلوا بالرسول ( ﷺ ) عام الحديبية وإخراجه مع المؤمنين داخل في الصدّ كانوا يقولون نحن ولاة البيت نصدّ من نشاء وندخل من نشاء ﴿ وأنْ ﴾ مصدرية، وقال الأخفش : هي زائدة، قال النّحّاس : لو كان كما قال لرفع تعذيبهم انتهى، فكان يكون الفعل في موضع الحال كقوله :﴿ وما لنا لا نؤمن بالله ﴾ وموضع إن نصب أو جر على الخلاف إذ حذف منه اني وهي تتعلق بما تعلّق به ﴿ لهم ﴾ أي أيّ شيء كائن أو مستقرّ لهم في أن لا يعذبهم الله والمعنى لا حظ لهم في انتفاء العذاب وإذا انتفى ذلك فهم معذبون ولا بدّ وتقدير الطبري وما يمنعهم من أن يعذبوا هو تفسير معنى لا تفسير إعراب وكذلك ينبغي أن يتأوّل كلام ابن عطية أنّ التقدير وما قدرتهم ونحوه من الأفعال موجب أن يكون في موضع نصب والظاهر عود الضمير في أولياءه على ﴿ المسجد ﴾ لقربه وصحّة المعنى، وقيل ﴿ ما ﴾ للنفي فيكون إخباراً أي وليس لهم أن لا يعذبهم الله أي ليس ينتفي العذاب عنم مع تلبّسهم بهذه الحال، وقيل الضمير في ﴿ أولياءه ﴾ عائد على الله تعالى، وروي عن الحسن والظاهر أن قوله ﴿ وما كانوا أولياءه ﴾ استئناف إخبار أي وما استحقوا أن يكونوا ولاة أمره ﴿ إن أولياؤه إلا المتقون ﴾ أي المتقون للشرك وقال الزمخشري :﴿ إلا المتقون ﴾ من المسلمين ليس كل مسلم أيضاً ممن يصلح أن يلي أمره إنما يستأهل ولايته من كان براً تقياً فكيف عبدة الأصنام انتهى؟ ويجوز أن يكون ﴿ وما كانوا أولياءه ﴾ معطوفاً على ﴿ وهم يصدّون ﴾ فيكون حالاً والمعنى كيف لا يعذبهم الله وهم متّصفون بهذين الوصفين صدّهم عن المسجد الحرام وانتفاء كونهم أولياءه أو أولياءه أي


الصفحة التالية
Icon