وقال الآلوسى :
ومن باب الإشارة في الآيات :﴿ فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ ولكن الله قَتَلَهُمْ ﴾ تأديب منه سبحانه لأهل بدر وهداية لهم إلى فناء الأفعال حيث سلب الفعل عنهم بالكلية، ويشبه هذا من وجه قوله سبحانه :﴿ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ ولكن الله رمى ﴾ والفرق أنه لما كان النبي ﷺ في مقام البقاء بالحق سبحانه نسب إليه الفعل بقوله تعالى :﴿ إِذْ رَمَيْتَ ﴾ مع سلبه عنه ﴿ بِمَا رَمَيْتَ ﴾ وإثباته لله تعالى في حيز الاستدراك ليفيد معنى التفصيل في عين الجمع فيكون الرامي محمداً عليه الصلاة والسلام لا بنفسه ولعلو مقامه ﷺ وعدم كونهم في ذلك المقام الأرفع نسب سبحانه إليه ﷺ ما نسب ولم ينسب إليهم رضي الله تعالى عنهم من الفعل شيئاً، وهذا أحد أسرار تغيير الأسلوب في الجملتين حيث لم ينسب في الأولى ونسب في الثانية، بقي سر التبعير بالمضارع المنفي ﴿ بلم ﴾ في حداهما والماضي المنفي ﴿ تَفْرَحُواْ بِمَا ﴾ في الأخرى فارجع إلى فكرك.