وقال أبو حيان :
﴿ قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قَد سلف ﴾
لما ذكر ما يحل بهم من حشرهم إلى النار وجعلهم فيها وخسرهم تلطّف بهم وأنهم إذا انتهوا هن الكفر وآمنوا غفرت لهم ذنوبهم السالفة وليس ثم ما يترتب على الانتهاء عنه غفران الذنوب سوى الكفر فلذلك كان المعنى ﴿ إن ينتهوا ﴾ عن الكفر واللام في ﴿ للذين ﴾ الظاهر أنها للتبليغ وأنه أمر أن يقول لهم هذا المعنى الذي تضمنته ألفاظ الجملة المحكية بالقول وسواء قاله بهذه العبارة أم غيرها، وجعل الزمخشري اللام لام العلة، فقال : أي ﴿ قل ﴾ لأجلهم هذا القول ﴿ إن ينتهوا ﴾ ولو كان بمعنى خاطبهم به لقيل إن تنتهوا نغفر لكم، وهي قراءة ابن مسعود ونحوه، ﴿ وقال الذين كفروا للذين آمنوا لو كان خيراً ما سبقونا إليه ﴾ خاطبوا به غيرهم ليسمعوه انتهى، وقرىء ﴿ يغفر ﴾ مبنياً للفاعل والضمير لله تعالى.
﴿ وإن يعودوا فقد مضت سنة الأوّلين ﴾.