ولما كان لهم حال اللقاء حالان : إسلام وإقبال، وكفر وإعراض وإخلال، قال مبيناً لحكم القسمين :﴿فإن انتهوا﴾ أي عن قتالكم بالمواجهة بالإسلام فاقبلوا منهم وانتهوا عن مسهم بسوء ولا تقولوا : أنتم متعوذون بذلك غير مخلصين، تمسكاً بالتأكيد بكله، فأنه ليس عليكم إلا ردهم عن المخالفة الظاهرة، وأما الباطن فإلى الله ﴿فإن الله﴾ أي المحيط علماً وقدرة، وقدم المجرور اهتماماً به إفهاماً لأن العلم به كالمختص به فقال :﴿بما يعملون﴾ أي وإن دقَّ ﴿بصير﴾ فيجاريهم عليه، وأما أنتم فلستم عالمين بالظاهر والباطن معاً فعليكم قبول الظاهر، والله بما تعملون أنتم أيضاً - من كف عنهم وقتل لله أو لحظّ نفس - بصير، فيجازيكم على حقائق الأمور وبواطنها وإن أظهرتم للناس ما يقيم عذركم، ويكمل لكل منكم أجر ما كان عزم على مباشرته من قتالهم لو لم ينتهوا. أ هـ ﴿نظم الدرر حـ ٣ صـ ٢١٧ ـ ٢١٨﴾


الصفحة التالية
Icon