وقال ابن الجوزى :
قوله تعالى :﴿ وإن تولَّوا ﴾
أي : أعرضوا عن الإيمان وعادوا إلى القتال ﴿ فاعلموا أن الله مولاكم ﴾ أي : وليكم وناصركم.
قال ابن قتيبة :﴿ نعم المولى ﴾ أي : نعم الولي ﴿ ونعم النصير ﴾ أي : الناصر، مثل قدير وقادر، وسميع وسامع. أ هـ ﴿زاد المسير حـ ٣ صـ ﴾
وقال الخازن :
﴿ وإن تولوا ﴾
يعني وإن أعرضوا عن الإيمان وأصروا على الكفر وعادوا إلى قتال المؤمنين وإيذائهم ﴿ فاعلموا ﴾ يعني أيها المؤمنون ﴿ أن الله مولاكم ﴾ يعني أن الله وليكم وناصركم عليها وحافظكم ﴿ نعم المولى ونعم النصير ﴾ يعني أن الله سبحانه وتعالى هو نعم المولى فمن كان في حفظه ونصره وكفايته وكلاءته فهو له نعم المولى ونعم النصير. أ هـ ﴿تفسير الخازن حـ ٣ صـ ﴾
وقال أبو حيان :
﴿ وإن تولّوا فاعلموا أن الله مولاكم نعم المولى ونعم النصير ﴾.
أي مواليكم ومعينكم وهذا وعد صريح بالظّفر والنصر والأعرق في الفصاحة أن يكون ﴿ مولاكم ﴾ خبر ﴿ أنّ ﴾ ويجوز أن يكون عطف بيان والجملة بعده خبر أنّ والمخصوص بالمدح محذوف أي الله أو هو والمعنى فثقوا بموالاته ونصرته واستدلّ بقوله ﴿ وقاتلوهم ﴾ على وجوب قتال أصناف أهل الكفر إلا ما خصّه الدليل وهم أهل الكتاب والمجوس فإنهم يقرّون بالجزية وإنه لا يقرّ سائر الكفار على دينهم بالذّمة إلا هؤلاء الثلاثة لقيام الدليل على واز إقرارها بالجزية. أ هـ ﴿البحر المحيط حـ ٤ صـ ﴾