وروى الإمام أحمد، والترمذي - وحسنه - عن ابن عباس : أن رسول الله ﷺ تنفل سيفه ذا
الفَقَار يوم بدر، وهو الذي رأى فيه الرؤيا يوم أحد (١)
وعن عائشة، رضي الله عنها، قالت : كانت صفية من الصّفي. رواه أبو داود في سننه (٢)
وروى أيضًا بإسناده، والنسائي أيضًا عن يزيد بن عبد الله قال : كنا بالمِرْبَد إذ دخل رجل معه قطعة أديم، فقرأناها فإذا فيها :"من محمد رسول الله إلى بني زهير بن أقيش، إنكم إن شهدتم أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، وأقمتم الصلاة، وآتيتم الزكاة، وأديتم الخمس من المغنم، وسهم النبي وسهم الصّفي، أنتم آمنون بأمان الله ورسوله". فقلنا : من كتب لك هذا ؟ فقال : رسول الله ﷺ (٣)
فهذه أحاديث جيدة تدل على تقرر هذا وثبوته ؛ ولهذا جعل ذلك كثيرون من الخصائص له صلوات الله وسلامه عليه.
وقال آخرون : إن الخمس يتصرف فيه الإمام بالمصلحة للمسلمين، كما يتصرف في مال الفيء.
وقال شيخنا الإمام العلامة ابن تيمية، رحمه الله : وهذا قول مالك وأكثر السلف، وهو أصح الأقوال.
فإذا ثبت هذا وعلم، فقد اختلف أيضا في الذي كان يناله عليه السلام من الخمس، ماذا يُصنع به من بعده ؟ فقال قائلون : يكون لمن يلي الأمر من بعده. روى هذا عن أبي بكر وعلي وقتادة جماعة، وجاء فيه حديث مرفوع (٤)
وقال آخرون : يصرف في مصالح المسلمين.
(٢) سنن أبي داود برقم (٢٩٩٤).
(٣) سنن أبي داود برقم (٢٩٩٤).
(٤) رواه البيهقي في السنن الكبرى (٦/٣٠٣) من طريق الوليد بن جميع عن أبي الطفيل : لما سألت فاطمة أبا بكر عن الخمس فقال : إني سمعت رسول الله ﷺ يقول :"إذا أطعم الله نبيا طعمة ثم قبضه كانت للذي يلي بعده" فلما وليت رأيت أن أرده على المسلمين.