﴿ وَمَا أَنزَلْنَا ﴾ عطف على الاسم الجليل أي إن كنتم آمنتم بالله وبما أنزلناه ﴿ على عَبْدِنَا ﴾ وقرىء عُبُدِنا وهو اسمُ جمعٍ أريد به الرسولُ عليه الصلاة والسلام والمؤمنون فإن بعضَ ما نزل نازلٌ عليهم بالذات كما ستعرفه ﴿ يَوْمَ الفرقان ﴾ يوم بدرٍ سمي به لفَرْقه بين الحقِّ والباطل، وهو منصوبٌ بأنزلنا أو بآمنتم ﴿ يَوْمَ التقى الجمعان ﴾ أي الفريقان من المؤمنين والكافرين وهو بدلٌ من ( يومَ الفرقان ) أو منصوبٌ بالفرُقان، والمرادُ ما أُنزل عليه عليه الصلاة والسلام يومئذٍ من الوحي والملائكةِ والفتحِ، على أن المرادَ بالإنزال مجردُ الإيصالِ والتيسير فينتظم الكلَّ انتظاماً حقيقياً، وجعلُ الإيمانِ بإنزال هذه الأشياءِ من موجبات العلم بكون الخُمس لله تعالى على الوجه المذكور من حيث أن الوحيَ ناطقٌ بذلك وأن الملائكةَ والفتحَ لمّا كانا من جهته تعالى وجب أن يكون ما حصل بسببهما من الغنيمة مصروفةً إلى الجهات التي عينها الله تعالى ﴿ والله على كُلّ شَيْء قَدِيرٌ ﴾ يقدِر على نصر القليلِ على الكثير والذليلِ على العزيز كما فعل بكم ذلك اليوم. أ هـ ﴿تفسير أبى السعود حـ ٤ صـ ﴾