بالإيمان بالله >. ثم قال :< هل تدرون ما الإيمان بالله ؟ شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وأن تؤدوا الخمس من المغنم >، الحديث - فجعل أداء الخمس من جملة الإيمان، وقد بوّب البخاري على ذلك في باب الإيمان من صحيحه، فقال : باب أداء الخمس من الإيمان، وساق الحديث المذكور.
وقوله تعالى :﴿ وَمَا أَنزَلْنَا ﴾ معطوف على :﴿ باللَّه ﴾ أي : إن كنتم آمنتم بالله وبالمنزل ﴿ عَلَى عَبْدِنَا ﴾ أي : محمد عليه الصلاة والسلام، أي : من الآيات والملائكة والنصر، ﴿ يَوْمَ الْفُرْقَانِ ﴾ أي : يوم بدر، فإنه فرق فيه بين الحق والباطل. و الفرقان بمعناه اللغوي، والإضافة فيه للعهد ﴿ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ ﴾ يعني جمع المؤمنين وجمع الكافرين، فالتعريف للعهد، وكان التقاؤهما يوم الجمعة لسبع عشرة مضت من رمضان، والمؤمنون يومئذ ثلاثمائة وبضعة عشرة رجلاً، والمشركون ما بين الألف والتسعمائة، فهزم الله المشركين، وقتل منهم زيادة على سبعين، وأسر منهم مثل ذلك.
﴿ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ فيقدر على نصر القليل على الكثير، كما فعل بكم يوم بدر. أ هـ ﴿محاسن التأويل حـ ٨ صـ ٣٠٢ ـ ٣٠٨﴾