وقال الخازن :
قوله سبحانه تعالى :﴿ وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم ﴾
يعني اذكروا أيها المؤمنون نعمة الله عليكم إذا زين الشيطان يريد إبليس للمشركين أعمالهم الخبيثة ﴿ وقال لا غالب لكم اليوم من الناس وإني جار لكم ﴾ قال بعضهم : كان تزيينه وسوسة ألقاها في قلوبهم من غير أن يتحول في صورة غير صورته.
وقال جمهور المفسرين : تصور إبليس في صورة سراقة بن مالك بن جعشم وكان تزيينه أن قريشاً لما أجمعت على المسير إلى بدر ذكرت الذي بينها وبين بكر بن الحرث من الحروب فكاد ذلك أن يثنيهم فتبدّى لهم إبليس في صورة سراقة بن مالك بن جعشم المدلجي، وكان من أشرف بين كنانة، فقال : أنا جار لكم من أن يأتيكم من كنانة شيء تكرهونه فخرجوا سراحاً.
وقال ابن عباس : جاء إبليس يوم بدر في جند من الشياطين معه رأيته في صورة رجل من رجال بني مدلج سراقة بن مالك بن جعشم فقال للمشركين لا غالب لكم اليوم من الناس وإني جار لكم فلما اصطف الناس أخذ رسول الله ( ﷺ ) قبضة من التراب فرمى بها في وجوه المشركين فولوا مدبرين.
وأقبل جبريل عليه السلام إلى إبليس، لعنه الله فلما رآه وكانت يده في دي رجل من المشركين انتزع إبليس يده ثم ولى مدبراً وشيعته، فقال الرجال يا سراقة أتزعم أنك جار لنا؟ فقال : إني أرى ما لا ترون إني أخاف الله والله شديد العقاب وذلك حين رأى الملائكة.