عن طلحة بن عبيد الله بن كرز أن رسول الله ( ﷺ ) قال :" ما رؤي الشيطان يوماً هو فيه أصغر ولا أدحر ولا أحقر ولا أغيظ منه في يوم عرفة وما ذاك إلا لما يرى من تنزل الرحمة وتجاوز الله عن الذنوب العظام إلا ما رأى يوم بدر فإنه قد رأى جبريل يزع الملائكة " أخرجه مالك في الموطأ.
قوله : ولا أدحر هو بالدال والحاء المهملتين من الدحور، وهو الإبعاد والطرد مع الإهانة.
وقوله : يزع الملائكة، أي يكفهم ويحبسهم لئلا يتقدم بعضهم على بعض.
والوازع : هو الذي يتقدم ويتأخر في الصف ليصلحه.
فإن قلت : كيف يقدر إبليس على أن يتصور بصورة البشر وإذا تشكل بصورة البشر فكيف يسمى شيطاناً؟
قلت : إن الله أعطاه قوة وأقدره على ذلك كما أعطى الملائكة قوة أقدرهم على أن يتشكلوا بصورة البشر لكن النفس الباطنة لم تتغير فلم يلزم من تغير الصورة تغير الحقيقة. أ هـ ﴿تفسير الخازن حـ ٣ صـ ﴾