وقال الخازن :
﴿ الذين عاهدت منهم ﴾
قيل : من صلة يعني الذين عاهدتهم وقيل : هي للتبعيض لأن المعاهدة مع بعض القوم وهم الرؤساء والأشراف ﴿ ثم ينقضون عهدهم في كل مرة ﴾ قال المفسرون : إن رسول الله ( ﷺ ) كان عاهد يهود بني قريظة أن لا يحاربوه ولا يعاونوا عليه فنقضوا العهد وأعانوا مشركي مكة بالسلاح على قتال رسول الله ( ﷺ ) وأصحابه ثم قالوا نسينا وأخطأنا فعاهدهم الثانية فنقضوا العهد أيضاً ومالؤوا الكفار على رسول الله ( ﷺ ) يوم الخندق وركب كعب بن الأشرف إلى مكة فوافقهم على مخالفة رسول الله ( ﷺ ) ﴿ وهم لا يتقون ﴾ يعني أنهم لا يخافون الله في نقض العهد لأن عادة من يرجع إلى دين وعقل وحزم أن يتقي نقض العهد حتى يسكن الناس إلى قوله ويثقون بكلامه فبين الله أن من جمع بين الكفر ونقض العهد فهو من شر الدواب. أ هـ ﴿تفسير الخازن حـ ٣ صـ ﴾