" فوائد لغوية وإعرابية "
قال ابن عادل :
قوله " الَّذينَ عاهدَتَّ " يجوزُ فيه وجهان :
أحدها : الرَّفْعُ على البدل من الموصول قبله، أو على النَّعت له، أو على عطف البيان، أو النصبُ على الذَّمِّ، أو الرفع على الابتداء، والخبرُ قوله " فإمَّا تَثْقَفَنَّهُم " بمعنى : من تعاهد منهم، أي : من الكفار ثم ينقضون عهدهم، فإن ظفِرتَ بهم فاصنعْ كيت وكيت، فدخلت الفاءُ في الخبر لشبه المبتدأ بالشرط، وهذا ظاهر كلام ابن عطية رحمه الله تعالى.
و" مِنْهُمْ " يجوز أن يكون حالاً من عائد الموصول المحذوف، إذ التقدير : الذين عادتهم، أي : كائنين منهم، ف " مِنْ " للتبعيض.
وقيل : هي بمعنى :" مع ".
وقيل : الكلام محمول على معناه، أي : أخذت منهم العهد.
وقيل : زائدةٌ أي : عاهدتهم.
والأقوالُ الثلاثةُ ضعيفةٌ، والأول أصحُّ. أ هـ ﴿تفسير ابن عادل حـ ٩ صـ ٥٤٦﴾
من لطائف الإمام القشيرى فى الآية
قال عليه الرحمة :
﴿ الَّذِينَ عَاهَدْتَ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنْقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لَا يَتَّقُونَ (٥٦) ﴾
أي الذين صار نقضُ العهد لهم سجيةً ؛ فلم يَذَروا من استفراغ الوسع في جهلهم بقية.
وإن من الكبائر التي لا غفران لها من هذه الطريق أن ينقض العبدُ عهداً، أو يترك عقداً التزمه بقلبه مع الله. أولئك الذين سقطوا عن (.... ) الله، فرفع عنهم ظلَّ العناية والعصمة. أ هـ ﴿لطائف الإشارات حـ ١ صـ ٦٣٤﴾