وقوله ﴿ فشرد ﴾ معناه طرد وخوف وأبعده عن مثل فعلهم، والشريد المبعد عن وطن أو نحوه، والمعنى بفعل تفعله بهم من قتل أو نحوه يكون تخويفاً لمن خلفهم أي لمن يأتي بعدهم بمثل ما أتوا به، وسواء كان معاصراً لهم أم لا، وما تقدم الشيء فهو بين يديه وما تأخر عنه فهو خلفه، فمعنى الآية فإن أسرت هؤلاء الناقضين في حربك لهم فافعل بهم من النقمة ما يكون تشريداً لمن يأتي خلفهم في مثل طريقتهم، والضمير في ﴿ لعلهم ﴾ عائد على الفرقة المشردة، وقال ابن عباس : المعنى نكل بهم من خلفهم، وقالت فرقة " شرد بهم " معناه سمع بهم، حكاه الزهراوي عن أبي عبيدة، والمعنى متقارب لأن التسميع بهم في ضمن ما فسرناه أولاً، وفي مصحف عبد الله " فشرذ " بالذال منقوطة، وهي قراءة الأعمش ولم يحفظ شرذ في لغة العرب ولا وجه لها إلا أن تكون الذال المنقوطة تبدل من الدال كما قالوا لحم خراديل وخراذيل، وقرأ أبو حيوة وحكاها المهدوي عن الأعمش بخلاف عنه :" مِن خلفهم " بكسر الميم من قوله ﴿ من ﴾ وخفض الفاء من قوله ﴿ خلفهم ﴾ والترجي في قوله ﴿ لعلهم ﴾ بحسب البشر، و﴿ يذكرون ﴾ معناه يتعظون. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٢ صـ ﴾