قال القاضي أبو محمد : واللغة تأبى هذا القول، وذكر الفراء أن المعنى انبذ إليهم على اعتدال وسواء من الأمر أي بيّن لهم على قدر ما ظهر منهم لا تفرط ولا تفجأ بحرب، بل أفعل بهم مثلما فعلوا بك.
قال القاضي أبو محمد : يعني موازنة ومقايسة، وقوله تعالى :﴿ إن الله لا يحب الخائنين ﴾ يحتمل أن يكون طعناً على الخائنين من الذين عاهدهم النبي ﷺ، ويحتمل أن يريد فانبذ إليهم على سواء حتى تبعد عن الخيانة، فإن الله لا يحب الخائنين فيكون النبذ على هذا التأويل لأجل أن الله لا يحب الخائنين، والسواء في كلام العرب قد يكون بمعنى العدل والمعدلة، ومنه قوله تعالى :﴿ إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ﴾ [ آل عمران : ٦٤ ] ومنه قول الراجز :[ الرجز ]
فاضرب وجوه الغدر الأعداء... حتى يجيبوك إلى السواء
وقد يكون بمعنى الوسط، ومنه قوله تعالى :﴿ في سواء الجحيم ﴾ [ الصافات : ٥٥ ] ومنه قول حسان بن ثابت :[ الكامل ]
يا ويح أنصار النبي ورهطه... بعد المغيَّب في سواء الملحدِ. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٢ صـ ﴾