الثالثة روى مسلم عن أبي سعيد الخُدرِيّ قال قال رسول الله ﷺ :" لكل غادر لواءٌ يوم القيامة يُرفع له بقدر غدْره ألاَ ولا غادِر أعظم غدراً من أمير عامّة " قال علماؤنا رحمة الله عليهم : إنما كان الغدر في حق الإمام أعظم وأفحش منه في غيره لما في ذلك من المفسدة ؛ فإنهم إذا غَدروا وعُلم ذلك منهم ولم ينبِذوا بالعهد لم يأمنهم العدوّ على عهد ولا صلح، فتشتد شوكته ويعظم ضرره، ويكون ذلك منفِّراً عن الدخول في الدِّين، وموجباً لذمّ أئمة المسلمين.
فأما إذا لم يكن للعدوّ عهد فينبغي أن يتحيّل عليه بكل حيلة، وتدار عليه كل خديعة.
وعليه يحمل قوله ﷺ :" الحرب خَدْعة " وقد اختلف العلماء هل يجاهَد مع الإمام الغادر ؛ على قولين.
فذهب أكثرهم إلى أنه لا يقاتل معه، بخلاف الخائن والفاسق.
وذهب بعضهم إلى الجهاد معه.
والقولان في مذهبنا. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٨ صـ ﴾