وقرأ الأعمس ﴿ وَلاَ تَحْسَبَنَّ الذين ﴾ بكسر الباء وفتحها على حذف النون الخفيفة، وقوله تعالى :﴿ إِنَّهُمْ لاَ يُعْجِزُونَ ﴾ أي لا يفوتون الله تعالى أو لا يجدون طالبهم عاجزاً عن إدراكهم تعليل للنهي على طريق الاستئناف.
وقرأ ابن عامر ﴿ أَنَّهُمْ ﴾ بفتح الهمزة وهو تعليل أيضاً بتقدير اللام المطرد حذفها في مثله.
وقيل : الفعل واقع عليه، و﴿ لا ﴾ صلة ويؤيده أنه قرىء بحذفها و﴿ سَبَقُواْ ﴾ حال بمعنى سابقين أي مفلتين هاربين.
وضعف بأن ﴿ لا ﴾ لا تكون صلة في موضع يجوز أن لا تكون كذلك وبأن المعهود كما قال أبو البقاء في المفعول الثاني لحسب في مثل ذلك أن تكون أن فيه مكسورة، وهذا على قراءة الخطاب لإزاحة ما عسى أن يحذر من عاقبة النبذ لما أنه ايقاظ للعدو وتمكين لهم من الهرب والخلاص من أيدي المؤمنين، وفيه نفي لقدرتهم على المقاومة والمقابلة على أبلغ وجه وآكده كما يشير إليه.
وذكر الجبائي أن ﴿ لاَ يُعْجِزُونَ ﴾ على معنى لا يعجزونك على أنه خطاب أيضاً للنبي عليه الصلاة والسلام ولا يخلو عن حسن، والظاهر أن عدم الاعجاز كيفما قدر المفعول اشارة إلى أنه سبحانه سيمكن منهم في الدنيا، فما روي عن الحسن أن المعنى لا يفوتون الله تعالى حتى لا يبعثهم في الآخرة غريب منه ان صح.
وادعى الخازن أن المعنى على العموم على معنى لا يعجزون الله تعالى مطلقاً اما في الدنيا بالقتل وإما في الآخرة بعذاب النار.
وذكر أن فيه تسلية للنبي ﷺ فيمن فاته من المشركين ولم ينتقم منه.
وهو ظاهر على القول بأن الآية نزلت فيمن أفلت من فل المشركين، وروي ذلك عن الزهري.
وقرىء ﴿ يُعْجِزُونَ ﴾ بالتشديد.
وقرأ ابن محيصن ﴿ يُعْجِزُونَ ﴾ بكسر النون بتقدير يعجزونني فحذفت إحدى النونين للتخفيف والياء اكتفاء بالكسرة، ومثله كثير في الكتاب. أ هـ ﴿روح المعانى حـ ١٠ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon