عذابنا بامتناعهم منكم فإنهم في قبضتنا أينما توجهوا وحيثما حلوا فسوف نهلكهم ولا يعجزوننا، ومع ذلك فلا يحملنكم الاتكال على قوتنا على ترك أسباب مغالبتهم بما أعطيناكم من القوى بل ابذلوا جهدكم وطاقتكم في إعداد مكايد الحرب وما يتعلق بالرمي من القوة وبالخيل من الطعن والضرب والفروسية لنلقي بذلك رعبكم في قلوب عدوكم القريب والبعيد من تعلمونه منهم ومن لا تعلمونه.
ولما كان أغلب معاني هذه الأية الإنفاق، لأن مبنى إعداد القوة عليه، رغب فيه بقوله :﴿وما تنفقوا من شيء﴾ أي من الأشاء وإن قلَّ ﴿في سبيل الله﴾ أي طريق من له صفات الكمال من الجهاد وغيره ﴿يوف إليكم﴾ أي أجره كاملاً في الدنيا والآخرة أوفى ما يكون مضاعفاً أحوج ما تكونون إليه ﴿وأنتم ﴾.
ولما كان المخوف مطلق النقص، بنى للمفعول قوله :﴿لا تظلمون﴾ أي لا تنقصون شيئاً منه، وأما الزيادة فلا بد منها وهي على قدر النية. أ هـ ﴿نظم الدرر حـ ٣ صـ ٢٣٥ ـ ٢٣٧﴾