وقال أبو السعود :
﴿ وَإِن جَنَحُواْ ﴾
الجُنوحُ الميلُ ومنه الجنَاح ويعدّى باللام وبإلى، أي إن مالوا ﴿ لِلسَّلْمِ ﴾ أي للصلح بوقوع الرهبةِ في قلوبهم بمشاهدة ما بكم من الاستعدادِ وإعتادِ العتاد ﴿ فاجنح لَهَا ﴾ أي للسلم، والتأنيثُ لحمله على نقيضه قال :
السِّلمُ تأخذ منها ما رضيتَ به... والحربُ يكفيكَ من أنفاسها جُرَعُ
وقرىء فاجنُحْ بضم النون ﴿ وَتَوَكَّلْ عَلَى الله ﴾ ولا تخَفْ أن يُظهروا لك السلمَ وجوانحُهم مطويةٌ على المكر والكيد ﴿ أَنَّهُ ﴾ تعالى ﴿ هُوَ السميع ﴾ فيسمع ما يقولون في خلواتهم من مقالات الخِداع ﴿ العليم ﴾ فيعلم نياتِهم فيؤاخذهم بما يستحقونه ويردُّ كيدَهم في نحرهم والآيةُ خاصّةٌ باليهود وقيل : عامة نسختها آيةُ السيف. أ هـ ﴿تفسير أبى السعود حـ ٤ صـ ﴾