وذكر أن الفائدة في مثل هذا التأويل تصوير طريق السلوك للتنشيط في الترقي والعروج ﴿ وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الذين كَفَرُواْ ﴾ وهم الذين غلبت عليهم صفات النفس ﴿ الملائكة ﴾ أي ملائكة القهر والعذاب ﴿ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ ﴾ لإعراضهم عن عالم الأنوار ومزيد الكبر والعجب ﴿ وأدبارهم ﴾ لميلهم إلى عالم الطبيعة ومضاعف الشهوة والحرص ويقولون لهم ﴿ ذُوقُواْ عَذَابَ الحريق ﴾ [ الأنفال : ٥٠ ] وهو عذاب الحرمان وفوات المقصود ﴿ ذلك بِأَنَّ الله لَمْ يَكُ مُغَيّراً نّعْمَةً أَنْعَمَهَا على قَوْمٍ حتى يُغَيّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ [ الأنفال : ٥٣ ] أي حتى يفسدوا استعدادهم فلا تبقى لهم مناسبة للخير وحينئذٍ يغير سبحانه النعمة إلى النقمة لطلبهم إياها بلسان الاستعداد وإلا فالله تعالى أكرم من أن يسلب نعمة شخص مع بقاء استحقاقها فيه.


الصفحة التالية
Icon